الهدف الأسمى لكل مسلم هو نيل محبة الله ورضاه. تخيل أن تكون من بين أولئك الذين قيل فيهم: «يُحِبُّهُ الله».
وقد أخبرنا النبي ﷺ:«إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي سَمَاوَاتِ الْعُلَا: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ، وَيُقْبَلُ فِي الْأَرْضِ» (رواه البخاري ومسلم)
تقوم عبادتنا لله على ثلاثة أركان: الخوف، والرجاء، والمحبة. نخشع لعذابه، ونرجو رحمته، ونحبه على نعمائه التي لا تُعدّ. ومن مكارم الإيمان أن نحب ما يحبه الله ونجتنب ما يكرهه. فطلب محبة الله ليس خيارًا، بل هو الطريق إلى النجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة.
فيما يلي سبع صفات يحبها الله، كما وردت في القرآن والسنة:
- التوبة
يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾
(سورة البقرة: 222)
يحب الله العبد الذي يعود إليه بعد الوقوع في الذنوب مهما تكررت. والتوبة الحقيقية تعني الاعتراف بالخطأ، وطلب المغفرة، والسعي لعدم تكراره.
قال النبي ﷺ:
«كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»
(ابن ماجه)
- الطهارة
يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾
(سورة البقرة: 222)
والطهارة ليست فقط جسمية، بل روحية أيضًا؛ بتحرير القلب من الشرك، والكبرياء، والعادات السيئة.
- التقوى
يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾
(سورة التوبة: 4)
التقوى هي العيش بوعي دائم بالله، وطاعة أوامره، واجتناب نواهيه، فهي درعٌ يحمي الإنسان من النار.
- الإحسان والخير
يقول الله تعالى:
﴿…وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
(سورة آل عمران: 134)
وتشمل الإحسان أفعالًا محددة:
- الصدقة في الرخاء.
- الصدقة في الشدة.
- كظم الغيظ.
- مسامحة الآخرين.
وقال النبي ﷺ:
«خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»
(المعجم الأوسط، حسن)
- التوكل على الله
يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾
(سورة آل عمران: 159)
التوكل الحقيقي يعني اتخاذ الأسباب مع الاعتماد الكامل على الله.
قال النبي ﷺ:
«لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تُخْرِجُ صَبَاحًا جِيَاعًا، وَتَرْجِعُ مَسَاءً شَبْعَانًا»
(الترمذي)
- العدل
يقول الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾
(سورة المائدة: 42)
العدل في الإسلام عام يشمل الجميع، ويجب تطبيقه مع الأسرة، والأصدقاء، وحتى الغرباء.
- الصبر
يقول الله تعالى:
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾
(سورة آل عمران: 146)
ويأخذ الصبر ثلاثة أشكال:
- الصبر على المصائب: مواجهة الشدائد بلا يأس، مثل أيوب ويعقوب عليهما السلام.
- الصبر على الطاعة: الثبات في العبادة كالصلوات، والصوم، والزكاة، والحج.
- الصبر عن المعاصي: مقاومة الإغراء والابتعاد عن المحرمات.
محبة الله لا تُنال بالكلام فقط، بل تُظهر في أفعالنا وأخلاقنا. التوبة، والطهارة، والتقوى، والإحسان، والتوكل، والعدل، والصبر هي طرق نيل محبته. ومن يحبّه الله يُكرم في هذه الحياة بالقبول، وفي الآخرة بالنجاح الأبدي.